الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة "شوق" لحاتم دربال على ركح مهرجان الحمامات الدولي

نشر في  29 جويلية 2023  (08:51)

ضمن العروض المسرحية التي تعتبر من بين خصوصيات مهرجان الحمامات الدولي، كان الجمهور على موعد مع  مسرحية "شوق" إخراج ودراماتورجيا حاتم دربال وإنتاج مركز الفنون الدرامية والركحية ببن عروس.

 و"شوق" اقتبسها حمدي حمايدي عن نص لجون لوك لاغراس وهي من تمثيل آمال الفرجي ونادرة التومي ومريم بن حسن وعبد المنعم شويات وحمادي البجاوي وإدارة إنتاج معز العاشوري (شارك في الدراماتورجيا) وسينوغرافيا وتصميم فيديو "سيرجيو قازو" وتوضيب الملابس ريحانة عباس وإضاءة مراد مبخوت وصوت يوسف بوعجاجة وتوضيب الركح توفيق المرادي.

وتروي المسرحية حكاية إبن استبدّ به الحنين إلى لقاء عائلته بعد غياب مطوّل وتعاظم مع اشتداد مرضه وقرب موعد رحيله لتتهافت تفاصيل الماضي على إيقاع اللقاء الموعود.

الاحتفاء برجوع الغائب لم يدم طويلا فسرعان ما تهاطلت خلافات الماضي وتحول اجتماع الأخ والأم والأخت وزوجة الأخ إلى خلية صراعات ظنوا أنها تلاشت ولكنها كانت ساكنة تنتظر أي لقاء لتنفجر ضجيجا وصراعات.

 موضوعان محوريان يثيرهما الممثلون على ركح مهرجان الحمامات هما الموت والعائلة وعلى إيقاعهما ينساب السرد وتتواتر أحداث المسرحية، تتداخل الأزمنة والأمكنة وتتنامى الصراعات داخل كل شخصية وبين الشخصيات فيما بينها ليتبدى اللوم والعتاب والحنين والشوق وتظهر هشاشة الشخصيات وتتعرى آلامها.

 واعتمادا على دراماتورجيا الزمن تتأرجح الشخصيات بين الماضي والحاضر وتنهمر الذكريات على الركح لتسائل الماضي وكلما بلغت الصراعات ذروتها بين الشخصيات يتوقف الزمن الدرامي وترتسم فسحة من الزمن يتخذ فيها الكل مسافة مما حولهم في سعي لفهم الأنا والآخر.

 وعلى نسق تفكيك الزمن وإعادة تركيبه تنظر الشخصيات إلى ذواتها، تقف وجها إلى وجه مع نفسها وتحاول كسر عزلتها وانغلاقها، تلملم شتاتها وترمم انكساراتها لعلها تنجح في صياغة معنى آخر لمساراتها.

 وعلى أعتاب الهدنة التي تتشكل مع عودة الابن الأكبر إلى العائلة تتعدد الحالات الذهنية والنفسية وتتحرك الشخصيات لتجابه مسألة الموت وهي تقفز بين الأزمنة وتلقي الضوء على عائلة تتصارع داخل فضاء يحيل إلى فكرة التدرب على الموت والوداع والفراق..

وبعد مسرحية "شوق" يضرب جمهور مهرجان الحمامات الدولي موعدا مع عرض للفنان أوليفي لوران الذي يعيد إحياء جاك برال على الركح (28 جويلية).